فكرة مشروع مربح ؟... ابدا الان

 

فكرة مشروع مربح
فكرة مشروع مربح


تريد بناء مستقبل واعد ، تريد أن تكون ناجحا و سعيدا في حياتك ، تريد تحقيق أحلامك ، تريد أن تكون واثقا من نفسك و قويا تواجه تحديات الحياة ، و الأكثر من هذا تريد ربما أن تصبح ثريا تتمتع بالاستقلالية المالية ، أن تكون مالك عملك ورئيس مؤسستك. إذن لديك الإرادة لتحقيق ذاتك ، و لكن لا تعرف كيف و من أين تبدأ ؟...

اعلم أن كل المشاريع الفردية و حتى الجماعية الناجحة في العالم بدأت من فكرة ، ربما الآن أنت لديك فكرة عما تريد القيام به ، ربما تريد إنشاء مؤسسة مصغرة في مجال تخصصك العلمي و الأكاديمي أو في مجال تكوينك الحرفي ، تريد ربما التجارة أو  تقديم خدمات في مجال معين تتوقع منه تحقيق أرباح تمكنك من التطور،التوسع و التميز بين الآخرين ، و لكن دائما لا تعرف كيف و من أين تبدأ ؟...

لا تقلق ، فإذا أحسست أن كل الظروف أصبحت مواتية و مناسبة لتنفيذ مشروعك الخاص ابدأ ولا تتردد ، و لكن اعلم انه لابد لك من التحلي ببعض الصفات و الذهنيات التي تبعث فيك روح المقاولاتية  و تجعلك مقاولا ناجحا ، و التي نلخصها في :

فن إدارة الحياة و تنظيم الوقت : و يكمن في التغيير،  نعم تغيير بعض العادات و الطباع ، و حتى الذهنيات السلبية المحبطة الاتكالية التي تسحبك نحو الأسفل و تشعرك بالإحباط ، الضعف و التكاسل و تجعلك تفكر بالانسحاب و التراجع عند أول عثرة أو مشكل يصادفك أو يعيقك في تنفيذ مشروعك الخاص الذي لطالما حلمت به  أو استعدت لتحقيقه. كيف يكون التغيير ؟ ...

 

أولا: معرفة عيوب الفرد معرفة جيدة و العمل على تغييرها ، من خلال الانضباط النفسي و الروحي كتقوية الصلة بين الخالق و المخلوق بالصلاة و الذكر، التمييز الصحيح بين ما ينفع و بين ما يضر، و التوكل على الله لأجل التغلب على الخوف من توقع النتائج السلبية على المشروع المراد انجازه ، و التحلي بالرجاء لغد أفضل ، حيث أن الإنسان يطير بجناحين هما : الخوف و الرجاء و بالتالي :

- إذا كان الخوف يساوي الرجاء  هناك اتزان .

- إذا كان الخوف اكبر من الرجاء سينتج عنه جزع ، تخاذل و تراجع في التنفيذ.    

- و إما إذا كان الخوف اقل من الرجاء سينتج عنه ايجابية و تقدم في التنفيذ .

و بالتالي فالمعادلة الإجمالية التي يجب الاقتياد بها تكون كالتالي : 

      

        S        =          A       x       B        x       C           >       F             

                                التكلفة                الخطوات              وضوح              درجة عدم           نسبة احتمال 

                              التضحيات          الاولى الثابتة            الرؤية              الرضا على              النجاح

                                                      نحو الهدف             و الهدف           الوضع الحالي

                                                                                                      (الشعور بالالم)                         

                   

 

حيث يمكن إعطاء قيمة لكل عامل من 1 إلى 10 حسب تقديرك الشخصي لأجل التغيير او تنفيذ مشروعك الخاص. فإذا كانت محصلة ضرب العوامل A،B،C أي S اكبر من F مثلا فنسبة النجاح تكون عالية ، و العكس صحيح.

 

ثانيا: التحلي بالتفكير المنطقي السليم البعيد عن المغالطات و الإشاعات المحبطة ، و ذلك من خلال مصاحبة الأشخاص الناجحين المبتكرين و الايجابيين ، قراءة و مطالعة السيرة الذاتية للشخصيات الناجحة في مشاريعها عبر العالم و الاقتداء بها ، و الابتعاد عن الأشخاص السلبيين المحبطين الذين لا يحترفون سوى التسكع ، التذمر ، الشكوى و نقل الأخبار و التحدث في أحوال الناس ، لأنه إذا ما أفصحت لهم عن أفكارك و مشروعك المستقبلي ، وضحكوا عليك فاعلم انك خطوت خطوة إلى الأمام ،و إذا قالوا عنك مجنون فاعلم انك خطوت خطوتين إلى الأمام . 

     

ثالثا: ممارسة الرياضة إن أمكن للتغلب على الكسل، الخمول و تجنب الأمراض ، لان العقل السليم في الجسم السليم ، حيث  ثبت علميا أن ممارسة الرياضة بانتظام كالجري في الهواء الطلق ، التنفس العميق، و تمارين اللياقة البدنية بشتى أنواعها تزيد من إفرازات هرمونات السعادة و الشعور بالراحة داخل الجسم مما يبعث لدى الفرد روح الايجابية و مواجهة التحديات.

         

رابعا: تحديد المجال الذي تفكر العمل فيه و تنشئ مشروعك الخاص فيه ، لأنه المجال الذي سوف تعطيه وقتك ، و ربما تكرس له حياتك ، وتستثمر فيه قدراتك و إمكاناتك المادية و حتى المالية . لذا وجب حسن اختيار المجال بما يتوافق مع قدراتك و رغباتك ، فقد يكون مجال مشروعك هو مجال تخصصك العلمي أو التكويني ، و ربما لا يكون في مجال تخصصك و لكن لديك ميول و رغبة في العمل فيه فالذي يعمل فيما يحسن ينتج ، و لكن لا يبدع إلا إذا عشق عمله . إذ اثبتت الدراسات أن مثلا 80% من الخريجين من الجامعات الأمريكية لا يعمل في مجال تخصصه الأكاديمي و العلمي ، و لكن التكوين و البحث المستمر في مجالات أخرى كانت بالنسبة لهم عبارة عن هواية مثلا أو حب و شغف في استكشاف مجالات أخرى حرفية مثلا، أو حتى تجربة شخصية في تجارة ما أعطتهم الشعور و الاعتقاد باليقين أن لهم قدرات في الإبداع و تحقيق الأرباح من خلال تجسيدها على ارض الواقع و التخطيط الجيد لها لجعلها مصدر رزق و تحقيق للثروة.

              

خامسا: الإيمان بالفكرة في حد ذاتها والاقتناع التام أن المنتج أو الخدمة المراد تقديمها  تستجيب لمتطلبات السوق من خلال إدراك حاجات الزبائن لها ، أو فقدان السوق منها ، وذلك عن طريق إعداد دراسة جدوى  مسبقا ، و طرح المنتج أو الخدمة في السوق بسعر تنافسي للمنتجات أو الخدمات المشابهة لها الموجودة أصلا في السوق ، و محاولة التطوير و الإبداع ليبدو المنتج أو الخدمة بحلة جديدة  لتحقيق الأرباح المرجوة. فالقانون العالمي للإبداع يقول انه إذا قدرت نسبة التغيير على منتج ما 15% أو أكثر  يدعى إبداع ، و قد يسجل براءة اختراع. ففكرة المشروع يجب ان تكون قابلة للخصائص التالية :  

 

1- بسيطة واضحة المعالم بمعنى خالية من التعقيدات التي تحول دون تنفيذها خاصة في بداية انطلاقها.

2- قابلة للقياس بمعنى الإحاطة بكل جوانب المشروع من متطلبات كالمواد الأولية اللازمة مثلا، السلع نصف جاهزة أو الجاهزة للتجارة ، أو وسائل الإنتاج والتجهيزات لأجل تجسيد المشروع على ارض الواقع و التحكم في إدارته بما يتماشى مع قدراتك المالية و كفاءاتك الشخصية .

3- يمكن الوصول إليها و تحقيقها على ارض الواقع من خلال إدراك أفضل السبل و الطرق المؤدية لتحقيقها مثل مؤسسات الدعم للتشغيل و خلق المؤسسات المصغرة العمومية و الخاصة ، المؤسسات التمويلية كالبنوك ، المسستثمرون ، الممونون ، و ذلك من خلال إقناعهم بجدوى المشروع المراد انجازه و الأرباح المتوقعة.

4- واقعية المشروع و مصداقيته بعيدا عن الخيال و الأحلام حتى يكون سهل التنفيذ و لا يأخذ وقتا طويلا في سبيل تحقيقه.

5- المشروع قابل للتنفيذ في الزمن بمعنى يجب تحديد المدة الزمنية اللازمة لتجسيده ، و أن لا يأخذ وقتا طويلا للتفكير في مدى نجاحه أو لا ، لان التماطل و تضييع الوقت يؤدي إلى تلاشي و ضياع مصداقية فكرة المشروع و الرجوع إلى نقطة الصفر . 

و بالتالي وجب تحضير خطة عمل (خطة مشروع) باعتبارها خطوة ضرورية عند البحث عن تمويل للمشروع من طرف البنوك، المستثمرون،مؤسسات الدعم المالي المختلفة، وأيضًا أداة إدارة معترف بها لتتبع بالضبط ما  سيتم انجازه وكيفية التنفيذ لتحقيق النجاح. إن أهم ما يجب أن تتضمنه خطة عملك هو:

- نظرة عامة على الشركة: وصف موجز لشركتك أو مؤسستك ومكان وجودها في السوق، مجال عملها، المبيعات أو الخدمات التي تقترحها، و خطط توسعها.

- خطة المبيعات والتسويق: استراتيجيات المبيعات والتسويق التي ستستخدمها لاستهداف عملائك ،شرح كيفية إقناع الزبائن المحتملين بشراء منتجاتك أو خدماتك من خلال ذكر الجديد أو التطور الموجود فيها إن أمكن.

- خطة التشغيل: وصف منشآتك المادية (المحلات)، و التجهيزات الضرورية للمنتج أو الخدمة.

- خطة الموارد البشرية: عرض تفصيلي للموظفين الرئيسيين وإجراءات توظيف الموارد البشرية الخاصة بك.

- خطة التنفيذ : الإجراءات التي تخطط شركتك لاتخاذها في السنتين أو الثلاث سنوات القادمة.

- ملخص تنفيذي: ملخص الأسباب التي ترغب في الحصول على تمويل لها وكذلك أنشطتك.

- الملحق المالي: وثائق، معلومات وأرقام (فواتير، إحصائيات، تكاليف، نسب) لدعم المعلومات الواردة في خطتك.

 

في الأخير لابد من تدوين كل هذه المعلومات و المعطيات التركيبية لخطة العمل السالفة الذكر على الورق من طرفك شخصيا، أو من طرف الإدارة المحلية المكلفة بمرافقة المشاريع المصغرة لدى الشباب الراغب في إنشاء مؤسسته الخاصة ، مع الحرص على الواقعية و تجنب الوقوع في الأحلام الكبيرة الطموحة، لأنه لابد لك من الإقناع و التبرير لكل فرضياتك و توقعاتك لمشروعك الخاص باعتباره حديث النشأة.

 




إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان أدسنس أول الموضوع

إعلان أدسنس أخر الموضوع