في الحقيقة ان البدء في اي مشروع ينبع من تساؤلات تراود كل فرد يحلم بالنجاح والسعادة و حتى الاستقلالية المالية، يمكن تلخيصها كمايلي:
- ماذا اريد من الحياة ؟ - ماذا اريد ان احقق في حياتي ؟ - هل انا سعيد ؟ - هل انا صادق مع نفسي و مع الواقع الذي اعيشه ؟........
و من هنا تظهر درجات مدى الرضى عن الواقع المعاش . فاذا احسست ان كل الابواب مقفلة و موصدة في وجهك لاجل الظفر بمنصب عمل كاجير باجر زهيد ، او انك تعمل حقا كاجير بدخل شهري لا يستجيب لتطلعاتك و احتياجاتك ، و تعلم انك غير راض على واقعك المهني و المعيشي ، و تعتقد انك تستحق حياة افضل من التي تعيشها الان و تريد التغيير لغد افضل و فتح افاق واعدة لمستقبل واعد فاعلم ان اعلى درجات السعادة هي العطاء و الانجاز ، لان العجز شريك الحرمان ........ ، تقول كيف ذلك ؟؟
الاجابة هو بالبحث عن الفرصة المناسبة للتغيير . نعم الفرصة .
-الفرصة ( chance ) : قد تاتي لوحدها ربما بالصدفة ، ربما بالتعارف ، ربما بالاستكشاف ، و لكن اعلم ان احتمالية حدوثها ضئيلة جدا قد لاتتعدى 2 ‰ . و لكن الفرصة الحقيقية هي التي تصنعها بنفسك من خلال التفكير و الابداع في خلق مشروع فردي يجلب لك ارباحا قد تكون ثابتة او تتزايد بمرور الزمن تعد بمثابة اضافة في مدخولك المالي و تحسن من ظروف معيشتك .
و من هنا تتجسد لديك الارادة في التغيير كالتالي :
ارادة الحصول + ادارة الوصول = الايمان بالامكان
Yes , you can , just do it ...
و تذكر دائما ان المشروع يجب ان يكون قابلا للقياس لاجل التجسيد على ارض الواقع . فهناك قانون دهبي لادارة الاعمال يقول :
If you cannot measure it , you cannot manage it
بمعنى ان المشروع الذي لا تتحكم فيه من كل الجوانب الفنية ، التقنية ، و المالية لا يمكنك ادارته ، لذا وجب الالمام بهذه التفاصيل من خلال البحث ، الاستكشاف ، تبادل الخبرات مع المتعاملين في نفس المجال ، و الاستقصاء .
فتبدا في تحديد و تجميع نقاط القوة لديك من علم و مهارات اي القدرات الفكرية و الفنية لديك ، قد تكون من خلال تراكمات الخبرات من تجاربك في الوظائف التي تكون قد شغلتها سابقا ، و تبدا في التخطيط لعمل مؤسسي يكون ربما في مجال الخدمات او في مجال المنتجات . و هذا طبعا من خلال ملاحظة و دراسة ما يطلبه و يحتاجه زبائن محتملين و المستهلك بصفة عامة في السوق من خدمات او منتجات و بالتالي :
1- مجال الخدمات : يتمثل في تقديم خدمة ربما تكون جديدة من حيث الفكرة تستجيب لطلبات و احتياجات بعض الزبائن، او انها موجودة فعلا في السوق لكن يتزايد عليها الطلب بالرغم من وجود المنافسة . يمكن ذكر على سبيل المثال انشاء مطعم يقدم وجبات جاهزة سهلة التحضير قابلة للنقل ، انشاء مؤسسة مصغرة لنقل و توصيل البضائع حتى و لو كانت بامكانيات بسيطة ، انشاء مكتب استشارات و مرافقة في مجال الاستثمار الانتاجية و المعلوماتية ، ورشة اصلاح المعدات الاجهزة و الماكنات او صيانة المركبات ، الكتابة ، التصميم ( Graphic design ) على مواقع النت المتخصصة في تقديم الخدمات مثل : خامسات ، Teespring ، Fiverr ، Redbubble ، ........الخ.
2- مجال المنتجات : يتمثل في ابتكار منتج جديد قد يكون حرفي او صناعي ، تاليف كتاب في مجال تخصصك ، انتاج محتوى سمعي و بصري يستجيب لتطلعات فئة من المتتبعين. يمكن ذكر على سبيل المثال انشاء ورشة خياطة مصغرة تنتج ملابس جاهزة ، او تنتج منتوجات جلدية كالحافظات للاوراق و النقود ، و المحفظات بكل اشكالها و انواعها ، صناعة الاكواب و الصحون الورقية . تاليف كتب و مقالات للنشر و التوزيع طبعا كل في مجال تخصصه ، او صناعة محتوى سمعي بصري ( فيديو ) تقدم فيه دروس في مجال انت متمكن منه مثلا على مختلف المنصات الرقمية اشهرها Youtube او udemy ، ....الخ تخلق بها جمهور من المتتبعين ، بحيث يجلب لك هذا المحتوى اموالا فيما بعد حتى و انت نائم .
و بالتالي فالعمل المؤسسي لمشروع ما يرتكز على 5 مراحل اساسية يمكن تلخيصها كالاتي :
1- الوجود : تتلخص في التساؤل التالي: من انا ؟ و ماذا اريد ؟
2- التأسيس : تحديد المجال الذي سوف تعطيه وقتك ، جهدك و مالك ، و ربما تكرس له حياتك ليعود عليك بالارباح المتوقعة و يكلل بالنجاح . في هذه المرحلة قد يمكنك ان تقود مشروعك بنفسك ، و ربما قد تضطر الى العمل مع مجموعة او فريق عمل فتكون لك القدرة على ربط هذا الفريق بفكرة مشروعك ، فتعمل على تحفيز اعضاء هذا الفريق و توزع عليهم الادوار ليؤدي كل واحد منهم مهمة معينة ، فمنهم من تكلفه بمتابعة معدات الانتاج و جودة المنتوج ،و اخر يتكلف بمهمة التركيب و التغليف ، و اخر مهتم بعملية التسويق للمنتج ، و هكذا لغاية تكوين فريق عمل ناجح.
3- التوسع : تتميز هذه المرحلة بتجسيد علاقات جديدة مع متعاملين و زبائن ، و خلق اعمال جديدة من خلال استكشاف اسواق جديدة .
4 - الارتقاء: و تتميز بالجودة و الاتقان في المنتجات او الخدمات كابداع طرق عمل جديدة ، و هذا لن يتاتى الا من خلال التحسين المستمر للاداء.
5- التمكن : و هو مرحلة جلب السمعة الممتازة ليديع صوت منتجك بين الناس ، فربما تخلق له علامة مسجلة لتصبح منتوجاتك ملكك الشخصي لها حقوق تحميها من التقليد . هناك قاعدة تقول :« الملكية اهم من الدخل » ، فالحكمة هنا هو ان 1% املكه خير من ادارة 100% من شيء لا املكه ، لان الملكية تدوم في الزمن و قيمتها تبقى . بينما الدخل قد يزيد او ينقص حسب الظروف و الزمن.
و سنتطرق بالتفصيل لاحقا في مقالات اخرى الى التعريف و الشرح لاهم هذه المراحل للعمل المؤسسي .
... و الان و قد اصبحت لديك رؤية واضحة عن فكرة المشروع المراد تجسيده ليصبح حقيقة بعدما كان حلما يراودك في مخيلتك ، و تيقنت تمام اليقين انه المشروع الذي يناسب قدراتك و معطياتك الفنية ، التقنية و المالية : إنطلق .
فكلما زاد اعتقادك بدرجة نجاح المشروع كلما اصبح الدافع لانجازه اكبر لتوقع نتائج جيدة . فالاعتقاد هو الشعور باليقين و بالتالي الاعتقاد و الايمان بالقدرات الشخصية و الفردية يؤدي الى الانجاز حسب دائرة النجاح التالية :
التسميات :
الفرصة،عمل مؤسسي،ابتكار